قال لي شيخ الاسلام رضى الله عنه ( ابن
تيمية) :
لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل
السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاج المصمتة تمر
الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ويدفعها بصلاته ، وإلا
فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات... روائع
التشبية لابن القيم صـ42
عَنْ عائشةَ رَضِيَ الله عَنْهَا
قالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّكَ لأَحَبّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَإِنَّكَ لأَحَبّ
إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَأَحَبّ إِلَيَّ مِنْ وِلْدِي وَإِنِّي لأَكُون فِي
البَيْتِ فَأَذْكُرَكَ فَمَا أَصْبِر حَتَّى آتِيكَ فَأَنْظُرُ إِلَيْكَ
وَإِذَا ذَكَرْتُ مَوْتِي وَمَوْتكَ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِذَا دَخَلْتَ
الجَنَّةَ رُفِعْتَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَإِنِّي إِذَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ
خَشِيتُ أَنْ لا أَرَاكَ? فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام بِهَذِهِ
الآيَةِ: "وَمَن
يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ
عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".
جاء عن المصطفى صلى الله
عليه وسلم ما يبين أن التفاضل بين الناس ليس بالتراب ولا العنصر ولا
الجمال، ولا العشيرة ولا
الجاه والسلطان، وإنما
التفاضل بما يكون في القلوب من تقوى وتعظيم لله، ولقد حاول أعداء الله زرع التفرقة والتمييز العنصري بين
المسلمين، ونجحوا بذلك عند
المغفلين من الناس، ولو
رجعوا إلى الله لذابت العنصرية.
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم " من
حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
صحيح الترمذي 2317 .
لاشك أن حب الوطن
من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان
عليها ، فليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه ، وشبَّ على ثراه
، وترعرع
بين جنباته . كما أنه ليس غريباً أن يشعر الإنسان
بالحنين الصادق لوطنه، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق
الانتماء عندما يُغادره
إلى مكانٍ آخر .